1. المقدمة: ضرورة التحول نحو نموذج التعلم المتمحور حول المتعلم
يشهد السياق التعليمي المعاصر تحولات جوهرية تستدعي إعادة النظر في
النماذج التربوية التقليدية. لم تعد الغاية من التعليم تقتصر على نقل المعلومات،
بل أصبحت تتمحور حول تمكين المتعلمين من مهارات التفكير العليا، وحل المشكلات،
والتكيف مع المستجدات المتسارعة. في هذا الإطار، يبرز تبني فلسفة "التعلم
النشط" كضرورة
استراتيجية، حيث يمثل تحولًا نوعيًا ينقل بؤرة الاهتمام من المعلم كمصدر وحيد
للمعرفة إلى المتعلم كشريك فاعل ومحور للعملية التعليمية.
يُعرَّف التعلم النشط بأنه "ذلك التعلم الذي يشارك فيه
المتعلم مشاركة فعالة في عملية التعلم من خلال قيامه بالقراءة والبحث والاطلاع
ومشاركته في الأنشطة الصفية واللاصفية ويكون فيه المعلم موجهًا ومرشدًا لعملية
التعلم". جوهر هذا المفهوم يكمن في تحويل المتعلم من متلقٍ سلبي إلى مشارك
إيجابي ونشط، يمارس عمليات التفكير، ويطرح الأسئلة، ويشارك في اتخاذ القرارات
المرتبطة بتعلمه، مما يعزز قدرته على الاحتفاظ بالمعلومات وتطبيقها في مواقف جديدة.
يقف التعلم النشط "بمثابة المضاد للتعليم التقليدي الذي يتقلد
فيه المعلم دور الملقن الوحيد، بينما دور المتعلم سلبي غير نشط". ففي حين
يعتمد النموذج التقليدي على الحفظ والتلقين، يركز التعلم النشط على الفهم العميق
وتنمية المهارات التي تضمن للمتعلم القدرة على التكيف والابتكار.
تهدف هذه الورقة إلى تحليل الأسس الفلسفية والمبادئ الأساسية التي
يقوم عليها التعلم النشط، واستعراض أثره التحويلي على أدوار كل من المعلم
والمتعلم، وتشخيص التحديات التي تواجه تطبيقه، وتقديم توصيات سياساتية عملية لدعم
تبنيه على نطاق واسع في أنظمتنا التعليمية.
2. الأسس
والمبادئ الأساسية للتعلم النشط
إن نجاح تطبيق استراتيجيات التعلم النشط لا يعتمد على مجرد تغيير
الأساليب التدريسية، بل يقوم على فهم عميق للأسس الفلسفية والمبادئ التي يرتكز
عليها، والتي تشكل معًا إطارًا متكاملًا لإعادة هيكلة البيئة التعليمية بأكملها.
هذه الأسس ليست وليدة العصر الحديث، بل تمتد جذورها إلى إسهامات فلاسفة ومربين
كبار عبر التاريخ.
فلسفيًا، يستمد التعلم النشط قوته من أفكار تاريخية تؤكد على أهمية
التعلم من خلال التجربة والتفاعل. فقد استخدم الإغريق، وعلى رأسهم سقراط، الحوار
والمناقشة كوسيلة أساسية لتوليد المعرفة، مركزًا على التفاعل بين المتعلمين أثناء
حل المشكلات. كما أكد الفيلسوف والمربي جون ديوي على ضرورة أن يكون المتعلم محورًا
لعملية التعلم، وأن اكتساب المعرفة يجب أن يتم من خلال الخبرة العملية والمحسوسة،
مما يربط التعلم بحياة المتعلم وواقعه.
واستنادًا إلى هذه الفلسفة، يعتمد التعلم النشط على عدة أسس ومبادئ
محورية، من أهمها:
- إشراك
المتعلمين في اختيار نظام العمل وقواعده: يمنح
هذا المبدأ المتعلمين شعورًا بالملكية والمسؤولية تجاه بيئتهم التعليمية، مما
يزيد من التزامهم وانضباطهم الذاتي.
- إشراك
المتعلمين في تحديد أهدافهم التعليمية: عندما
يشارك الطلاب في تحديد ما سيتعلمونه، يصبح التعلم أكثر ارتباطًا باهتماماتهم
الشخصية، مما يعزز دافعيتهم الداخلية.
- استخدام
استراتيجيات تدريس متمركزة حول المتعلم: يتطلب
التعلم النشط تجاوز طريقة التلقين الواحدة، وتبني أساليب متنوعة تتناسب مع
قدرات المتعلمين واهتماماتهم وأنماط تعلمهم المختلفة وذكاءاتهم المتعددة.
- إشاعة جو
من الطمأنينة والمرح والمتعة: إن البيئة
التعليمية الآمنة والداعمة تشجع المتعلمين على المشاركة وطرح الأسئلة وتجربة
الأفكار الجديدة دون خوف من النقد أو الخطأ.
- مساعدة
المتعلم على فهم ذاته واكتشاف مواطن القوة والضعف لديه: يركز
التعلم النشط على تنمية الوعي الذاتي، حيث يتعلم الطلاب تقييم أدائهم وتحديد
ما يحتاجون إلى تطويره.
- الاعتماد
على التقويم الذاتي وتقويم الأقران: يغير
هذا المبدأ ديناميكيات التقييم التقليدية، حيث يصبح المتعلمون شركاء فاعلين
في عملية التقويم، مما ينمي لديهم مهارات التفكير الناقد والمسؤولية.
- تعلم كل
متعلم حسب سرعته الذاتية: يقر
التعلم النشط بالفروق الفردية بين المتعلمين، ويسعى إلى توفير مسارات تعلم
مرنة تسمح لكل طالب بالتقدم وفقًا لسرعته وقدراته الخاصة.
إن هذه المبادئ النظرية لا تبقى مجرد أفكار مجردة، بل تترجم إلى فوائد
ملموسة تعود بالنفع على كل من المتعلم والمعلم، وتؤسس لتحول جذري في أدوارهما داخل
البيئة التعليمية.
3. الأثر
التحويلي للتعلم النشط: إعادة تعريف أدوار المعلم والمتعلم
يكمن جوهر التحول نحو التعلم النشط في إعادة تعريف الأدوار التقليدية
لكل من المعلم والمتعلم. فبدلاً من العلاقة العمودية التي يكون فيها المعلم هو
المرسل والمتعلم هو المستقبل، يخلق التعلم النشط بيئة تفاعلية وديناميكية يشارك
فيها الجميع في بناء المعرفة. ويوضح الجدول التالي الفروقات الجوهرية بين بيئتي
التعلم.
مقارنة بين بيئة التعلم النشط والتعلم التقليدي
|
بيئة التعلم النشط |
بيئة التعلم التقليدي |
|
التلاميذ مفكرون، مع وجود آراء ونظريات حول ما يحيط بهم من العالم. |
يُعتبر التلاميذ أوعية فارغة، تملأ بالمعلومات بواسطة المدرس. |
|
المعلمون يعلمون، مع خلق البيئة التعليمية المناسبة للطالب. |
المعلمون يعملون بطريقة إملائية، يوزعون بها المعلومات بين التلاميذ. |
|
تعطي عناية كبيرة لمتابعة أسئلة الطالب. |
الحرص على الالتزام بالمنهج بدرجة كبيرة. |
|
تعتمد الأنشطة على المعلومات الأولية من خلال مصادر تعلم غير معتادة. |
تعتمد الأنشطة على الكتب المدرسية وكتاب التمارين. |
|
عمل الطالب في الأساس يكون من خلال مجموعات. |
عمل الطالب في الأساس يكون فرديًا. |
|
يقدم المنهج ككل ثم يتعرض للأجزاء الصغيرة مع التركيز على المفاهيم
العامة. |
يقدم المنهج الأجزاء الصغيرة ثم ينتقل إلى الكل مع التأكيد على
المهارات الأساسية. |
|
عملية تقييم الطالب تدخل ضمن عملية التدريس، وتظهر من خلال ملاحظة
المعلم. |
عملية تقييم الطالب تعتبر عملية منفصلة، وتظهر عادة في صورة
امتحانات. |
دور المعلم كـمُيسِّر ومُوجِّه
في بيئة التعلم النشط، يتجاوز دور المعلم كونه ملقنًا للمعلومات ليصبح
مُيسِّرًا ومُوجِّهًا ومرشدًا لعملية التعلم. وتتضمن أدواره الجديدة ما يلي:
1. تشجيع الطلاب ومساعدتهم على التعلم: يعمل
المعلم على إيجاد توازن بين الأنشطة الفردية والجماعية وتحفيز دافعية الطلاب بشكل
مستمر.
2. يقوم بدور الباحث وموثق للمعلومات: يشارك
المعلم طلابه في بناء المعرفة، ويساعدهم على الوصول إلى مصادر موثوقة.
3. يطور المنهج الدراسي: ينتقل المعلم بالطالب من التعلم
التقليدي إلى التعلم النشط من خلال تكييف المنهج وتطويره ليتناسب مع احتياجات
الطلاب.
4. يصغي للطلبة ويثير تفكيرهم: يدير
المعلم حوارات بناءة، ويشجع على التفاوض حول المعاني والأفكار، ويحترم الآراء
المتعددة.
5. يختار الاستراتيجيات وأساليب التدريس الملائمة: ينتقي
المعلم الأساليب التي تناسب أهداف الدرس وطبيعة المتعلمين، مثل التعلم التعاوني
وحل المشكلات.
6. يوفر مناخًا وديًا وآمنًا وداعمًا: يهيئ
المعلم بيئة تعليمية غنية ومحفزة يشعر فيها الطالب بالأمان للتعبير عن رأيه
والمشاركة بفاعلية.
دور المتعلم كـباحث ومشارك فعال
في المقابل، يتحول المتعلم من مجرد متلقٍ سلبي إلى باحث نشط ومشارك
فعال ومسؤول عن تعلمه. وتتضمن أدواره المحورية ما يلي:
1. المشاركة الحقيقية في الخبرات التعليمية: ينخرط
الطالب بفاعلية في الأنشطة، ويقدر قيمة تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين.
2. يبحث الطالب عن المعلومة بنفسه: يتجاوز
الطالب حدود الكتاب المدرسي، ويستخدم مصادر متعددة للمعرفة، ويشارك في تقييم نفسه
لتحديد مدى تحقيقه للأهداف.
3. يفكر تفكيرًا ناقدًا في طريقة تعلمه: يتأمل
الطالب في جودة تعلمه، مما يتيح له بناء المعرفة وتطويرها بشكل ذاتي ومستمر.
4. يشترك مع زملائه في تعاون جماعي: يبادر
بطرح الأسئلة، والتعليق على الأفكار، والمشاركة في الحوارات والمناقشات البناءة.
5. يتمتع بالإيجابية والفاعلية: يشارك
الطالب في تخطيط وتنفيذ الدروس، ويتحمل مسؤولية تعلمه وتقدمه الدراسي.
إن هذا التحول الجذري في الأدوار يتطلب تطبيق استراتيجيات تدريس
محددة، ولكنه لا يخلو من تحديات عملية يجب مواجهتها بحكمة وتخطيط استباقي.
4. تحديات
تطبيق التعلم النشط وسبل التغلب عليها
على الرغم من الفوائد التربوية المثبتة للتعلم النشط، فإن التحول من
الممارسات التقليدية الراسخة إلى نموذج جديد ليس خاليًا من العقبات. إن فهم هذه
التحديات ومعالجتها بشكل استباقي هو مفتاح النجاح في التنفيذ وضمان استدامته.
وتتمحور المعوقات الرئيسية حول عوامل تنظيمية وبشرية ومادية.
استنادًا إلى واقع الممارسات التعليمية، يمكن تلخيص أبرز التحديات
التي تواجه المعلمين والمؤسسات التعليمية في النقاط التالية:
- ضيق وقت
الحصص وكثرة الأعباء: تتطلب
استراتيجيات التعلم النشط، مثل التعلم القائم على المشاريع والمناقشات
العميقة، وقتًا أطول من مجرد إلقاء محاضرة. كما أن التخطيط والتحضير لهذه
الأنشطة يضيف عبئًا زمنيًا على المعلم المثقل بالحصص والمسؤوليات الإدارية.
- الفصول
ذات الأعداد الكبيرة: يواجه
المعلمون صعوبات لوجستية كبيرة في تطبيق الأنشطة التفاعلية وإدارة المجموعات
الصغيرة وتقديم التوجيه الفردي في الفصول المكتظة بالطلاب، مما قد يحد من
فعالية هذه الاستراتيجيات.
- الخوف من
فقدان السيطرة ومقاومة التغيير: يتردد
بعض المعلمين في تجريب طرق جديدة خوفًا من فقدان السيطرة على النظام داخل
الفصل، أو بسبب عدم الارتياح والقلق الناتج عن التغيير المطلوب في أدوارهم.
- قلة
الموارد ومصادر التعلم: يتطلب
تطبيق العديد من استراتيجيات التعلم النشط توفر مواد وأجهزة ومصادر تعلم
متنوعة، وقد لا تكون هذه الموارد متاحة بالقدر الكافي في جميع المدارس.
- الخوف من
نقد الآخرين: قد يخشى
المعلمون المبادِرون من نقد زملائهم أو الإدارة عند كسرهم للمألوف في طرق
التدريس، مما يخلق بيئة غير مشجعة على التجريب والابتكار.
إن هذه المعوقات، على الرغم من جديتها، يمكن تجاوزها. فالعديد من
الدراسات أثبتت فعالية التعلم النشط، وأكدت أن التخطيط الدقيق والمدروس هو السبيل
للتغلب على هذه التحديات. وينبغي عند التخطيط مراعاة الوقت المتاح، والإمكانيات
المتوفرة، وعدد الطلاب، واختيار استراتيجيات التعلم النشط التي تتناسب مع بيئة
التعلم المحددة. وهذا يمهد الطريق لضرورة تبني سياسات داعمة تعالج هذه التحديات
التنظيمية، والمادية، والنفسية بشكل منهجي ومباشر.
5. إعادة
تصور التقييم: من الاختبارات التقليدية إلى التقويم البديل
لا يمكن تحقيق الأهداف الطموحة للتعلم النشط، مثل تنمية مهارات
التفكير العليا والقدرة على حل المشكلات، بالاعتماد على أدوات التقييم التقليدية
وحدها. فاختبارات الورقة والقلم، التي تركز غالبًا على استرجاع الحقائق
والمعلومات، تفشل في قياس الإنجاز الحقيقي للطالب وقدرته على تطبيق المعرفة. لذا،
فإن التحول نحو التعلم النشط يستلزم بالضرورة مواءمة أساليب التقييم مع هذه
الفلسفة الجديدة.
وهنا يبرز مفهوم "التقويم البديل"،
الذي يُعرف بأنه دمج الطالب في مهام ذات مغزى تتطلب منه استخدام مهارات تفكير عليا
وتطبيق معارفه في مواقف حقيقية أو تحاكي الواقع. يقوم التقويم البديل على افتراض
أن المعرفة يتم بناؤها بواسطة الطالب، وهو ما يستدعي استخدام أدوات تقييم نشطة
تعكس الخبرات والمهارات التي تعلمها الطالب بالفعل.
ملفات الأعمال (Portfolio) كأداة رئيسية
للتقويم البديل
تُعد ملفات الأعمال (أو ملفات الإنجاز) أحد أبرز أشكال التقويم
البديل وأكثرها فعالية. وهي عبارة عن تجميع هادف ومنظم لأعمال التلميذ خلال فترة
زمنية محددة، مما يسمح بالوقوف على مدى التقدم الذي أحرزه.
- الهدف: الهدف
الرئيسي من ملف الأعمال هو إبراز نقاط القوة لدى الطالب وتعزيزها، وتنمية
مهاراته، والتعرف على ميوله واتجاهاته نحو المادة الدراسية. كما أنه يهدف إلى
تنمية مهارات التقويم الذاتي، حيث يصبح الطالب شريكًا في عملية تقييم تعلمه.
- المحتويات: يمكن
أن يتضمن الملف نطاقًا واسعًا من أعمال الطالب، مثل:
- عينات من
أعماله التي تظهر تقدمه في فهم المفاهيم.
- أنشطة
تتضمن حل مشكلات.
- واجبات
يفخر الطالب بإنجازها.
- تقارير
عن مشروعات أو أوراق بحثية.
- كتابات
يعبر فيها الطالب عن أهم ما تعلمه.
- الفوائد: توفر
ملفات الأعمال فوائد جمة تتجاوز مجرد قياس التحصيل. فهي تنمي التفكير
الناقد لدى الطالب من خلال تقييمه لأدائه ونقده لأعماله. كما أنها تخلق
مناخًا تفاعليًا وتشاركيًا بين البيت والمدرسة، حيث يمكن لأولياء الأمور
الاطلاع على إنجازات أبنائهم والتواصل بفاعلية مع المعلم.
إن تبني أدوات تقييم مبتكرة مثل ملفات الأعمال ليس مجرد خيار تكميلي،
بل هو جزء لا يتجزأ من منظومة التعلم النشط. وهذا التحول في فلسفة التقييم يتطلب
سياسات واضحة وقابلة للتنفيذ لدعم تطبيقه بفعالية في الميدان التربوي.
6. توصيات
قابلة للتنفيذ
إن تبني
استراتيجيات التعلم النشط ليس مجرد خيار تربوي، بل هو ضرورة استراتيجية لتطوير
النظام التعليمي وإعداد جيل قادر على التفكير النقدي والابتكار ومواجهة تحديات
المستقبل. إن تحقيق هذا التحول يتطلب إرادة سياسية والتزامًا بتوفير بيئة داعمة
تمكن المعلمين والمؤسسات التعليمية من التغلب على التحديات القائمة.
بناءً على التحليل السابق، نوجه التوصيات التالية إلى صانعي القرار في
قطاع التعليم:
1. تطوير برامج تدريب مهني للمعلمين: يجب
تصميم وتنفيذ برامج تدريب مستمرة وعالية الجودة تركز على فلسفة واستراتيجيات
التعلم النشط. ويجب أن تتجاوز هذه البرامج الجانب النظري لتشمل تدريبًا عمليًا على
مهارات إدارة الفصول الدراسية التفاعلية، وتصميم الأنشطة، واستخدام أدوات التقويم
البديل، ومعالجة المقاومة النفسية للتغيير لدى المعلمين.
2. توفير الموارد التعليمية والبنية التحتية الداعمة: يجب
تخصيص ميزانيات كافية لتجهيز الفصول الدراسية بما يتناسب مع متطلبات التعلم النشط.
ويشمل ذلك توفير ترتيب مرن للمقاعد يسمح بالعمل في مجموعات، وتوفير المواد
والأدوات اللازمة للأنشطة العملية والتجريبية، وتأمين الوصول إلى مصادر تعلم
متنوعة تتجاوز الكتاب المدرسي.
3. مراجعة سياسات المناهج وجداول الحصص: يجب
منح المدارس والمعلمين مرونة أكبر في إدارة وقت الحصص والمحتوى الدراسي. إن
استراتيجيات مثل التعلم القائم على المشاريع وحل المشكلات تتطلب وقتًا أطول من
الحصة الدراسية التقليدية. لذا، فإن إعادة النظر في الجداول الزمنية وتخفيف كثافة
المناهج سيسمح بتطبيق هذه الاستراتيجيات بفعالية.
4. اعتماد سياسات تقييم مرنة ومتكاملة: يجب
على السلطات التعليمية تشجيع ودعم استخدام أدوات التقويم البديل (مثل ملفات
الأعمال والتقييم القائم على الأداء) كجزء أساسي من عملية تقييم الطلاب، وليس
كأداة هامشية. ويتطلب ذلك تطوير أطر تقييم وطنية مرنة وتدريب المعلمين والمشرفين
على تطبيقها وتقييمها بشكل عادل وموثوق.
5. إطلاق مبادرات لتشجيع ثقافة التجريب والابتكار: يجب
إنشاء منصات ومبادرات لتبادل الخبرات الناجحة بين المعلمين، وتكريم الممارسات
المبتكرة في تطبيق التعلم النشط. إن خلق بيئة عمل داعمة تحتفي بالتجريب وتقدم
الدعم اللازم للمعلمين سيكسر حاجز الخوف من النقد، ويشجع على تبني ثقافة التطوير
المستمر.







0 التعليقات:
إرسال تعليق