الملخص:
تهدف الدراسة إلى إبراز بعض المفاهيم الأساسية للمسرح الميمي و التعرف على دوره في تعديل السلوك العدواني لدى الطفل الأصم(ضعيف السمع) وذلك من خلال البحث في المسرح الميمي وقد اعتمدت الدراسة استراتيجيات مقترحة تتضمن أنشطة والعاب حركية ونماذج مواضيع مسرحية موجهة لتعديل سلوك العدواني لدى الطفل الأصم(ضعيف السمع) وتوصلت الدراسة إلى إبراز أهمية الفن في علاج وتعديل السلوك العدواني لدى الطفل الأصم من خلال المسرح الميمي كشكل من أشكال الفنون والاهم من ذلك هو تكثيف الجانب التطبيقي في الدراسات النفسية وفي المدارس الخاصة بالصم لأنه هو الأهم والأساس.
الكلمات المفتاحية :
المسرح الميمي،السلوك العدواني.
مـقـدمــة:
يعد ميدان التربية الخاصة أحد الميادين الحديثة التي لاقت اهتماما متزايدا من قبل المختصين والعاملين في مختلف المجالات المهنية وقد شهد تطور هذا المجال انطلاقة قوية وسريعة نتيجة لعدة عوامل منها ما هو انساني أو اجتماعي أو اخلاقي أو تشريعي وكلها تنادي من أجل العمل على تقديم الخدمات والبرامج من أجل هؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وصولا بهم الى لاستغلال أكبر قدر من امكانياتهم وطاقتهم مقارنة بأقرانهم الاسوياء .
يعد موضوع الاعاقة من أهم الموضوعات التي تثير اهتمام الباحثين والعلماء وقد أكد العديد من الباحثين أن العناية بالمعاقين تمثل احدى مؤشرات الحضارة للأمم ومن هنا فان رعاية هذه القطاعات تعد بمثابة مبدأ انساني وحضاري نبيل يؤكد على أهمية حقوق المعاقين وأسرهم.
ويمثل العدوان مشكلة من أخطر المشاكل الاجتماعية المستفحلة في العصر الحديث حيث انها مشكلة مترامية الأبعاد لأنها تجمع مابين التأثير النفسي والاجتماعي والاقتصادي على الفرد والمجتمع فالأمر ليس بالسهل الهين ليس فقط بسبب الآلام التي يسببها العدوان , أينما وجد أي عمل من أعمال العدوان يمكن أن ينتج مزيدا من الأعمال العدوانية فالعنف يولد العنف, لذلك تختلف صور التعبير عن العدوان باختلاف السن والثقافة فضلا عن أسلوب التربية والتنشئة والتكوين النفسي والخلقي الذى نشأ عليه الفرد و التعبير عن العدوان يتمثل في صور جسمية عديدة منها المشاعر العدوانية التى تظهر من خلال قسمات الوجه كالتجهم والعبوس واحمرار الوجه كذلك بالنظرات الغاضبة عن طريق العيون أو باستخدام الفم عن طريق العض أو البصق أو اصدار أصوات الاستنكار أو الاحتقار باليدين أو القدمين فيلوح الغاضب بالثأر والانتقام فضلا عن استخدامها بالفعل في الايذاء بالضرب والركل كما تأتي عن طريق الجسم كله بالارتماء على الارض والرفس والتشنج والإغماء سواء عند الكبار أو عند الصغار. (زياد أحمد بدوي،2011،ص2،3)
فالطفل الأصم يواجه العديد من المواقف في الحياة تعوزه فيها وسيلة التخاطب مع أفراد المجتمع فيقف عاجز كما يقف محدثه أيضا عاجزا ويبدأ الشعور بالإحباط وقد يتولد عن هذا الإحباط اتجاهات العدوانية فيلجأ الطفل الأصم إلى استخدام العنف وقد يترتب عنه بعض الأفعال العدوانية .
وكلما اتسمت اتجاهات الوالدين نحو الطفل وإعاقته بالسلبية كالإنكار والشعور بالذنب أو الحماية الزائدة وغير ذلك مما يؤدي إلى اضطراب علاقة الوالدين بالطفل وتوترها و يعوق الفهم الموضوعي للمشكلة والتعامل الواقعي معها .
ويؤثر بالتالي على نمو شخصية الطفل ومفهومه عن ذاته وكثير ما يفتقد الطفل الأصم وضعيف السمع إلى الحب والدفيء والأمن ويعاني في محيط أسرته التجاهل والإهمال وعدم اشتراكه في تحمل بعض الأعباء والمهام المتاحة لبقية إخوانه وأقرانه العاديين مما يحجب فرص نموه الشخصي والاجتماعي ويعرضه للعزلة ويجعله ضحية لمشاعر النقص والقلق والإحباط والضيق. (ناجي عبد العظيم سعيد مرشد,2006,ص 145)
ومن المعروف أن التواصل الاجتماعي يعتمد على اللغة فهي تعد الطريق السريع إلى كسر الوحدة التي يعيش فيها الأصم, فالعمل المسرحي يعتبر بمثابة لغة تجعله قادرا من خلالها التعبير عن نفسه وتوصيل مشاعره وتحقيق كينونته وزيادة فاعليته الاجتماعية وتوافقه النفسي وشعوره بقيمته وسط الجماعة مما يشعر بالأمن, فالعلاج بالتمثيل المسرحي الميمي نوع من أنواع العلاج بالفن والذي يعد أهم طرق التنفيس والتشخيص والعلاج النفسي فهو يساعد على معرفة مظاهر الاضطراب التي يعاني منها الطفل الأصم ومعرفة جذورها ومن ثم علاجها لاستعادة التوازن الانفعالي والاجتماعي للفرد والحفاظ على صحته النفسية وبذلك تتحول الدوافع الهدامة للطفل الى بناءة من خلال ممارسة الفن فيعتدل سلوكه ويصبح أكثر فاعلية في تحقيق الاتزان السلوكي والتوافق. (فالنتينا وديع سلامة,2001,ص97)
1_ المسرح الإيمائي أو الميمي (الصامت): وهو أداء أو فعل بلا كلام ونعني تتابع من تعبيرات الوجه والإيماءات و حركات اليدين و أوضاع الجسم والحركات التي يلاحظها الممثل والمخرج في الحياة ويستخدمها استخداما تخيليا لقول شيء فيما يتعلق بعناصر الشخصية والموقف و جو المسرحية . (محمد يوسف ألنصار وآخرون,2000,ص98).
كما تشير "حنان عبد الحميد العناني": انه كلما اتضحت جميع العناصر الأخيرة السابقة دون استخدام الحوار فإنها تصور دراما عن طريق البانتوميم. (حنان عبد الحميد العناني,2007,ص102).
وتعرفه "سعدية غنيم": التمثيل الصامت ( البانتوميم): هو احد الفنون الأداء التشكيلي,هو فعل بلا كلام ويعني بالفعل تتابع من تعبيرات الوجه والإيماءات وحركات اليدين و أوضاع الجسم والحركات التي يلاحظها الممثل أو المخرج في الحياة,و يستخدمها استخداما تخيليا لقول شيء فيما يتعلق بعناصر الشخصية والمواقف والمكان والجو المسرحي.
(سعدية غنيم,1975,ص367).
ويقول "سامي عبد الحميد" بان كلمة مايم Mime او بانتومايم Pantomime تعني نفس الشيء ويقصد بها التعبير بواسطة الإيماءات عن فكرة وعن عاطفة وعن قصة ولكن من غير استخدام للكلمات.
(عبد الحميد,سامي, د .وليد شامل,1999,ص15)
وتضيف"أمل عبد الفتاح سويدان"(2009): إلى أن التمثيل الصامت يمكن أن يقوم به تلميذ واحد أكثر داخل الفصل الدراسي فالطفل الأصم يعيش في عزلة ووحدة عمن حوله ومن ثم فهو يحتاج إلى وجوده في جماعة والاشتراك معهم في نشاط ما ليخرج من عزلته وعليه يستخدم التمثيل الصامت( البانتوميم, الميم) كأحد الوسائل التعليمية التي يمكن الاستعانة بها في القيام بعمل جماعي بين الأطفال الصم واقرأنهم العاديين . (أمل عبد الفتاح سويدان,2009,ص154).
وما يمكن الإشارة له هنا أن التمثيل الصامت استخدم كمنهج من المناهج الدراسية للصم وكما له من أهمية تعليمية بارزة نجد كذلك ذو أهمية علاجية قائمة بدورها واتضح ذلك من خلال إخراج الأصم من دائرة العزلة وإدماجه مع أقرانه العاديين من خلال التفاعل الصفي بواسطة التمثيل الصامت.
2_ مضمون مواضيع المسرح الميمي للطفل:
تقوم فلسفة التمثيل الصامت (الميمي أو الإيمائي) على التعبير الحركي لموقف درامي باستخدام وتطويع جسم الطفل كله بجميع أجزائه بدون كلام الأمر الذي يتطلب معه اختيار الحركات المعبرة عنه بدقة وعناية وقبل ذلك إدراك وفهم للمواقف جيد.
ولما كان التمثيل الصامت طريقة لأداء مواقف درامية بدون كلام فإن مضمون مواضيع مسرح التمثيل الصامت للطفل يتناول العديد من الموضوعات التي تثير الطفل ومنها :
2_ 1_ الأحداث اليومية التي يمر بها الطفل.
2_2 _ المهن المختلفة.
2_3_ الأعمال المنزلية.
2_ 4_ أحداث القصص التي يسمعها. ( زينب محمد عبد المنعم,2007,ص241).
3_ تدريبات الأداء في المسرح الميمي للطفل: هناك تسلسل موضوعي يجب إتباعه حتى نستطيع أن ننمي قدرات الطفل على التعبير الصامت بالحركة الإبداعية وهذا التسلسل يكون كالتالي:
3_1 _ الأداء الصامت (الميمي)للحرف والمهن: وهو نشاط درامي يمارس في كل الأعمار ويتضمن الأداء الصامت لمهنة أو حرفة ما أو لفعل من أفعال حياة اليومية وهذا النوع من الأداء يتضافر في المراحل المتقدمة من العمر مع الأداء الصامت للشخصيات.
3_2_ الأداء الصامت للشخصيات: وهو يحتاج لقدرات أكثر نموا لما فيه من تخصيص في المعنى والتعبير ويتلخص في أن تطلب من الطفل أن يتحرك أو يفعل كشخص ما ويقترن هذا الفعل بالمراحل المبكرة من لعب الأطفال ويستمر معهم خلال كلل الممارسات الدرامية و يزداد اتقانا وجودة.
3_ 3_ الأداء الصامت للانفعالات: الطفل الكبير قد يتمكن من التعبير عن بعض الحالات الانفعالية كالحزن والفرح و أما بالنسبة لصغار الأطفال والذين قد لا يدركون مباشرة للتعبير عن مثل هذه المشاعر فنلجأ معهم إلى أسلوب غير مباشر بسؤالهم مثلا عن حال الطفل الذي لم يحصل على هدايا عيد الميلاد؟ أو ملابس العيد؟ أو بماذا يشعر الشخص بعد سماعه لصوت انفجار؟ (حنان عبد الحميد العناني,2007,ص103)
3_4_الأداء الصامت لبعض المعاني: ويقصد بهذه التدريبات إيجاد الحديث أو التواصل من خلال الأداء الصامت بمعنى انه عندما تربط على المعدة بشكل ما فذلك يعني أن الشخص جوعان لكن الترابط بشكل أخر قد يفهم منه أن هناك ألما بالمعدة ....و هكذا وبإمكان توظيف النشاط المسرحي المسمى بالمرايا في تدريب الصغار في المدرسة على التعبير الصامت وفي ما يأتي توضيح لذلك:
_ يقترح المدرس موضوعا للنشاط ثم يبدأ التدريب بمصاحبة الموسيقى ( للأطفال العاديين ) المناسبة لتساعد على الأداء الجيد.
_ يؤدي الأطفال هذا النشاط على شكل أزواج (أ,ب)
أحد هذين الزوجين, يقوم بعمل المرأة والشخص المقابل له يقوم بحركات بحيث يقوم زميله الأول على تحريك الأيدي والأرجل ومن ثم تشمل الجسم كله ومن الممكن تغيير قواعد هذا النشاط بحيث يتبادل الأطفال مواقعهم ويصبح بالتالي الأخر موقع المرآة و زميله الخيال.
_ يستطيع المدرس أن يقدم اقتراحاته وتوجهاته للأطفال كأن يقترح أي جزء من الجسم يمكن تحريكه وأي مستوى من الحركة يمكن ممارسته( مثلا عالي , وطي ,عريض...الخ) (حنان عبد الحميد العناني,2007,ص105,104)
4_ تعريف السلوك العدواني:
تعريف "الفت حقي": العدوان انه سلوك إما يدفعه الإحباط أو الغضب وهو رد فعل غريزي يتهذب بالتعلم أو يدفعه التلذذ في إيذاء الآخرين وهو نوع يتسبب في الألم لفرد أخر أو التلف لأشياء يخص المعتدي أو تخص المعتدي عليه أو تخص غيره ويمكن للعدوان أن يكون لفظيا وجسميا وقد يكون واضحا أو غير مباشر. (الفت حقي, 1996,ص80)
حيث يرى" كريج Craig(1983)" العدوان بأنه سلوك إلحاق الضرر والتخريب , وهو إما سلوك بدني أو سلوك لفظي مباشر أو غير مباشر.(Craig;1983;p.267)
ويرى" وكسلير وزملائه Waxler ; et al.1984)" أن السلوك العدواني هو الأفعال البدنية التي تجهد وتسبب الأذى البدني.(Waxler et al;1984; p.115)
ويعرف" بينينجر Baenninger (1994)" العدوان بأنه سلوك بدني أو لفظي يقصد به إلحاق الأذى أو الضرر.(Baenninger;1994; p.39)
_ وفي الدراسة الحالية تم تبني تعريف " ناجي عبد العظيم سعيد مرشد:"2006: في تعريف السلوك العدواني لدى الأصم: يعرف السلوك العدواني لدى الأصم بأنه سلوك هدام تخريبي وغير مقبول اجتماعيا , يهدف به الطفل ذو الإعاقة السمعية إلى إلحاق الضرر والأذى بالآخرين أو بنفسه و إما أن يكون اشارية أو بدنية أو معا مباشر وغير مباشر وتختلف في مظاهره وحدته من طفل إلى أخر والسلوك العدواني هو سلوك يصدر من فرد أو جماعة من الأفراد بقصد إيذاء الآخرين اشاريا أو جسميا أو تحطيم ممتلكات الآخرين وإلحاق الأذى بأنفسهم.
(ناجي عبد العظيم سعيد مرشد,2006,ص137, 138)
4_1_ أشكال وتصنيفات السلوك العدواني:
سنعرض فيما يلي أشكال وتصانيف السلوك العدواني لطفل الأصم:
4_1_1_العدوان الاشاري المباشر نحو الآخرين: ويقصد به أي نشاط يقوم به الطفل المعتدي باستخدام الإشارات والإيماءات كتحريك اليد والأصابع بالإشارات غير مهذبة, مد أو تحريك اللسان, والسخرية.
4_1_2_ العدوان الاشاري غير المباشر نحو الذات: ويقصد به انتقاص الطفل من قدر نفسه وذلك بتكرار الإشارات التي تعبر عن ذلك أمام المدرسين أو الزملاء كما انه يتضمن نوعا من النقد الذاتي وذلك بتوجيه اللوم إلى النقص بدون سبب.
4_1_3_ العدوان الاشاري غير المباشر نحو الآخرين: ويقصد به لجوء الطفل المعتدي للطرق الملتوية في الاعتداء على الآخرين المراد إيذائهم والانتقام منهم وذلك بالاستخدام الإشارات والإيماءات التي تعبر عن ذلك كالغمز واللمز...الخ
4_1_4_ العدوان البدني المباشر نحو الآخرين: ويقصد به لجوء الطفل المعتدي إلى استخدام قوته البدنية لإيقاع الألم والأذى بالآخرين ويستخدم فيه أي جزء من بدنه مثل (الرفس,الركل,المسك,العض,الدفع...).
4_1_5_ العدوان البدني المباشر نحو الذات: ويقصد به إلحاق الطفل المعتدي الألم والأذى بنفسه بصورة مباشرة ويستخدم فيه أي جزء من بدنه , ويأخذ الصور الآتية: شد الشعر, خبط الرأس, جرح الجسم.....الخ.
4_1_6_ العدوان البدني غير المباشر نحو الآخرين: ويقصد به إلحاق الطفل المعتدى الألم والأذى بالآخرين بطرق ملتوية لتجنب الهجوم المباشر , مثل تحريض شخص أخر للاعتداء أو إتلاف الممتلكات, الاستحواذ عليها.
4_1_7_ العدوان البدني غير المباشر نحو الذات: ويقصد به إلحاق الطفل المعتدي الألم و الأذى بنفسه بطرق ملتوية ويأخذ الصور الآتية: العناد المتكرر الذي يسبب له الضرب من المعلمين.
(ناجي عبد العظيم سعيد مرشد,2006,ص138, 139)
والمقصود في الدراسة الحالية هو العدوان المرضي الهدام سواء كان موجها نحو الآخرين أو ضد الذات.
و ما يميز السلوك العدواني للطفل الأصم فيما أشار إليه "حامد زهران"1978: إلى انه كثير ما أسيء فهم الشخص الأصم باعتباره شخصية ذات قدرة عقلية منخفضة, وبالتالي يتعرض للإهمال ويصبح منطويا, ولأنه لا ينتبه فإنه يعتبر غير خيالي وعنيد وعدواني ومهمل, وهناك صفات شائعة للأصم من قبل المعلمين الذين يدرسونه منها انه كسول عقليا وغير منتبه وشكاك وسوداوي وغير صادق وعدواني. (حامد زهران,1978,ص123).
نشير إلى أن القليل من البحوث هي التي اهتمت بدراسة التغيرات الإنمائية في السلوك العدواني خلال المراحل العمرية المختلفة وحتى ما هو موجود اهتم بالتغيرات في قوة أو كمية العدوان ذاتها وتصنف عينة الدراسة من ناحية الإنمائية في مرحلة الطفولة المتأخرة (9_12 سنة).
5_عرض محتويات برنامج المسرح الميمي الموجه لتعديل السلوك العدواني لطفل الأصم في مرحلة الطفولة المتأخرة (9_ 12 سنة).
5_1_ الهدف العام للبرنامج: هو تعديل وتخفيض حدة السلوك العدواني لدى الأطفال الصم (9 _ 12 سنة) عن طريق المسرح الميمي.
5_2_ الأساس النظري للبرنامج: اعتمدت الدراسة في وضع أهداف البرنامج على ثلاثة جوانب أساسية تم تبني الجانب السيكولوجي والجانب الاجتماعي انطلاق من البرنامج "فالنتينا وديع سلامة" فعالية أنشطة الفنية في تخفيض حدة السلوك العدواني لدى الطفل الأصم" مع إجراء بعض التعديلات حتى تتماشى مع أهداف الدراسة الحالية والجانب المنهجي تم اعداده من طرف الباحثة.
5_2_1_ الجانب السيكولوجي:إن الشخص الأصم هو الذي يعاني عجزا أو اختلالا سمعيا يحول دون الاستفادة من حاسة السمع, فهي متعطلة لديه أي أن الأصم هو الشخص الذي يتعذر عليه الاستجابة بطريقة تدل على فهم الكلام المسموع .آن ضعيف السمع كغيره من الإعاقات المختلفة التي تصيب الفرد والتي تلقي بظلها على شخصيته و تسبب له مشكلات أو طراز عديدة منها ما هو اجتماعي وما هو انفعالي لذلك يذكر بعض الباحثين ,حامد زهران "1978" وعبد المطلب القريطي "1996" أن ضعاف السمع لهم مشكلات انفعالية عديدة منها.
1_ الميل إلى الانسحاب من المواقف الاجتماعية.
2_ الاعتماد على الآخرين وسوء التوافق الشخصي والاجتماعي.
3_ لديهم مشكلات سلوكية عديدة منها العدوان والاندفاعية وعدم المقدرة على ضبط النفس.
4_ مشكلات انفعالية مثل الخوف ومشاعر العجز والأسى والغيرة واللازمات الانفعالية والحركية.
5_ مشكلات الحرمان من بعض المثيرات البيئية ونقص الاتصال بالعالم الخارجي.
6_ قد يصاحب العاهة تمركز نحو الذات وشعور بالنقص وسوء التوافق الشخصي والاجتماعي والمدرسي والمهني مع النزعة العدوانية واضطراب وتشوه مفهوم الذات بصفة عامة.
7_ إن ضعاف السمع يفقدون الثقة في أنفسهم وفي الآخرين نتيجة لمشاعر النقص الناتجة عن هذه العاهة وبالتالي نجدهم إما يميلون للعزلة والبعد عن الناس أو يميلون للعدوانية , كما أنهم ينقصهم التكيف الاجتماعي والشخصي بسبب قلة خبراتهم الحياتية والاجتماعية لذلك تقل لديهم قوى الارداة وقوة التحمل.
(فالنتينا وديع سلامة ,2001,ص,145,143).
5_2_2_الجانب الاجتماعي: إن التفاعل الاجتماعي يتم من خلال اللغة التي تعتبر وسيلة الاتصال بالعالم الخارجي, ولقد أجمع العديد من العلماء الباحثين على انه من العوامل الرئيسة للاضطراب النفسي للطفل الأصم القصور في اكتساب المهارات الاجتماعية وعدم التفاعل والتواصل الشخصي والاجتماعي والايجابي مع الأقران, وقد يظهر القصور في التدريب على المهارات التفاعل والتواصل الاجتماعي في صورة سلوك عدواني لدى الأطفال . وبناء عليه يضع البرنامج الخاص بهذه الدراسة نقاط أساسية لتوجيه النزعات العدوانية في الاتجاه السليم المتماشي مع رغبات المجتمع وهي :
أ_ مساعدة الطفل العدواني على الوقوف أمام نزعاته العدوانية والسيطرة على هذه النزعة من خلال اكتساب السلوك السوي عن طريق التفاعل الاجتماعي بين الأصم وأقرانه أثناء التمثيل المسرحي الميمي.
ب_ يساعد التمثيل المسرحي الميمي على نمو العلاقات الاجتماعية واحترام الأصم التعاليم الاجتماعية السائدة بالإضافة إلى تهيئة مناخ مناسب لتصريف المشاعر العدوانية بالطريقة العلمية السليمة والتفاعل المتبادل من خلال المواقف الجماعية .
ج _ مساعدة الطفل على المشاركة الايجابية داخل المدرسة وخارجها.
د_ يشعر الطفل من خلال التمثيل المسرحي الميمي بقيمته وبذاته بين زملائه في المدرسة.
ه_ التدريب على التحكم في الانفعالات ومقابلة الغضب بالهدوء من خلال التفاعل بين الأطفال الصم في الأنشطة الفنية.
و_ توجيه الاهتمام إلى دراسة الدوافع الكامنة وراء سلوك الطفل العدواني وعلاج هذا السلوك عن طريق مشاركة الطفل الأنشطة المدرسية والاجتماعية لتفريغ الطاقة العدوانية. (فالنتينا وديع سلامة ,2001,ص145,146).
5_2_3_ الجانب المنهجي:يعتمد التمثيل الصامت على عدة عوامل هي:
أ_ مرونة الجسم : ويمكن النظر هنا إلى الأداء الصامت على أنه ارتجالي حركي يعتمد على جسد المؤدي والمعلم هنا يستطيع جعل الطالب المؤدي لموقف إيمائي (صامت) معين أن يسيطر على أجزاء جسده المختلفة بحيث يتحرك كل جزء بمعزل عن الجزء الأخر فتبدو حركة الأجزاء حركة مرنة مستقلة فيمكن مثلا للرأس أن يتحرك بمعزل عن الذراع وهكذا.
ب_ الإيهام: ويأتي عامل الإيهام من أن التمثيل الصامت يعتمد على عامل الإيهام المتفرج بالمحسوسات والأشياء والأدوات المستخدمة أيضا في الموقف الدرامي الصامت تستخدم استخداما إيهاميا وليس حقيقيا فإذا ما أراد المدرب أن يبني موقف صامتا يعلم من خلاله الممثلين مهارة غسل الصحون في المطبخ مثلا يمكنه أن يشرح للطالب الموقف ويتفق معه على أسس الأداء الصامت وبالتالي يقوم الممثل معتمدا على عامل الإيهام في تنفيذ تلك المهارة أمام التلاميذ من فتح الصنبور إلى تجفيف الصحون...الخ
ج _ التذكر: وهو عامل يعتمد على قدرة المؤدي لموقف درامي صامت على تذكر تفاصيل مختلفة للموقف تعمل على خلق هذا الموقف مثلا يمكن للطالب أن يؤدي شخصية الفلاح في حقله أو إيجاد بيئته هذا المكان داخل الصف ودون الحاجة إلى الذهاب إلى حقل أو إيجاد بيئة هذا المكان داخل الصف و دون الحاجة أيضاإلى أدواته وإنما نكتفي بجسد هذا المؤدي وقدرته على تذكر تفاصيل عمل الفلاح من خلال خبرته بهذه الشخصية واستخدام هذا الجسد بالمرونة المطلوبة لتأدية هذا الشخصية. (يوسف نصار ومعتصم صوالحة,2000,ص98,99)
6_ مبادئ المسرح الميمي(الصامت) : تتمثل مبادئ المسرح الميمي فيما يلي:
- وضعية الوقوف والتحرك.
- التنفس من الحجاب والميلان والدوران والانتقال والابتكار.
- تمارين الوجه وتمارين المواد المتخيلة و المشي وتمارين الحركات البطيئة
- وتمارين اليد وتمارين الجسم وحده وميلان ودوران كل جزء من أجزاء الجسم على حده والانفعالات والإيهام.
- تمارين الانحناءة و الاستدارة:
أ_ الميلان إلى الأمام ويكون بالتدرج من الرأس فالكتف والصدر فالخصر.
ب_ الميلان إلى الخلف مع فتح الساقين والساق اليمين إلى الأمام ويكون التدرج أيضا.
ج_ الميلان إلى الجانب ويكون بالتدرج وعندما تصل إلى الوسط نكسر الساق البعيدة .
د_ الاستدارة وتكون بالتدرج من الرأس إلى الصدر إلى الوسط
- تمارين اليد:
أ_ تمارين التأثير المختلفة
ب_ تمارين الإيماءات المختلفة
ج _ تمارين الاستعمالات المختلفة
د_ الصعود إلى جبل أو تسلق الشجرة
- تمارين دفع الصدر:
أ_الميلان مع دفع الصدر ج _ دفع شيء
ب_ الميلان مع دفع الوسط د_ سحب شيء
( يوسف نصار ومعتصم صوالحة,2000,ص101,100)
7_ فنيات جلسات برنامج المسرح الميمي:
تم القيام بالتدخل من خلال البرنامج القائم على المسرح الميمي الموجه لتعديل السلوك العدواني لدى الطفل الأصم (ضعيف السمع) وذلك عن طريق (24) جلسة تدريبية وكلها موجه للأطفال عينة الدراسة بواقع ثلاث جلسات في الأسبوع ويتراوح زمن الجلسة( 45د إلى 60د) بمعدل حصتين دراسيتين.
توجد العديد من الفنيات والاستراتجيات السلوكية في تعديل السلوك العدواني لدى الطفل الأصم (ضعيف السمع) بحيث تضمنت جلسات البرنامج أنشطة والألعاب حركية مصاحبة و هادفة وكذلك تم الاستناد على الجانب النظري للسلوك العدواني وأبعاده في هذه الفنيات.
7_1_فنية الأنشطة والألعاب الحركية :
بداية قبل الوصول إلى تنفيذ حدث مسرحي جماعي... من الضروري القيام بعملية تدريب من خلال أنشطة وألعاب حركية لتحليل مراحل وخطوات العملية المسرحية مع كل طفل على حد أو مع مجموعة صغيرة من الأطفال بشكل يمكننا من تحقيق هدفين هما:
الأول: اكتساب منهج للعمل من خلال التعامل المباشر مع ما يعيشه كل طفل.
الثاني: جمع مادة مرتبطة بتجارب الأطفال يمكن المساهمة بها في خلق نص مسرحي واحد.
_تندرج هذه (الأنشطة) الألعاب ضمن ثلاث مجالات وهي:
أ_ مجال ألعاب التنفس وتنمية الإدراك.
ب_ مجال ألعاب الحركة والمحاكاة.
ج _ مجال الحركات والتمثيل الصامت. (أحمد سعد المغربي,1990,ص79)
7_1_1_المجال الأول: العاب التنفس وتنمية الإدراك.
النشاط رقم 1:
تعد عملية التنفس هي الأساس الذي تقوم عليه كل أشكال الحياة ويستطيع الإنسان السيطرة على عملية التنفس عن طريق بعض التمرينات الخاصة التي تمارس لتنمية الإدراك والوعي بتلك العملية الحيوية التلقائية واستخدامها في أقصى طاقة لها لخدمة وتلبية احتياجات الجسم في مختلف المواقف.
الموضوع :البالونات
الفكرة : يمكن القيام بالكثير من التمرينات الخاصة بعملية التنفس باستخدام البالونات العادية التي يتم نفخها بالفم.
يمكن أيضا توظيف هذه البالونات في الكثير من المواقف ذات الطابع الدرامي.
1_ يقوم كل طفل بنفخ بالوناته ثم يضعها على خده يشعر بتأثير الهواء وهو يخرج.
2_ يقوم كل طفل بنفخ بالوناته ثم يتركها تطير غير مربوطة , فتنطلق بقوة كصاروخ نفاث.
3_ يقوم الأطفال بنفخ البالونات وربطها من عنقها ثم يضربونها في الهواء و لا يدعنها تلمس الأرض.
4_ نفس اللعبة السابقة باستخدام الأيدي فقط أو الأرجل أو الرأس.(أو استخدام الجانب الأيمن من أجسامهم فقط أو الأيسر ..
5- يتم ضرب البالونات لتوجيهها ناحية أحد جوانب الغرفة باستخدام الأيدي والأرجل ودون أن تلمس الأرض.
6_ تربط البالونات في السقف بطريقة تجعلها تصل الأرض و تلمسها ... نفس اللعبة السابقة.
7_ الكرة الطائرة : يشترك في اللعبة طفلان , يفصل بينهما خط مرسوم على الأرض : يضربان البالونات بمختلف أجزاء جسميهما على طريقة الكرة الطائرة.
8_ سباق البالونات : يوضع مقعدان في احد جوانب الغرفة يبدأ الأطفال في دفع البالونات باستخدام النفخ وبدون لمسها بأسرع طريقة ممكنة ليضعوها تحت المقعدين إيقاع النفخ يمكن أن يكون حرا كما يمكن تنظيمه عن طريق الباحثة. (أحمد سعد المغربي,1990,ص15)
7_1_2المجال الثاني: العاب الحركة والمحاكاة:
يعكس طفل ما قبل المدرسة بتلقائية شديدة أشكال التعبير الإنساني, فيرسم ويعزف ويستخدم ابسط الأشياء التي يجدها تحت يديه, وتأخذه رحلة البحث عن كل ما هو جديد بشتى الطرق كما انه يبدأ بنفسه في هذه المرحلة استكشاف معالم جسمه ليستخدمه في التعبير عما يدور في خلده ويعد اللعب هو النشاط الأساسي الذي يعتمد عليه هذا النوع من التنقيب في أسرار الحياة , ولذلك فإن الألعاب ذات الطابع الدرامي التي تعتمد على المحاكاة لها دور رئيسي في النمو العاطفي والثقافي والاجتماعي للطفل فهي الميكانيزم الأساسي الذي يتعلم الطفل من خلاله وينمو ويرتب أفكاره ومشاعره كما أنها تساعد الطفل على توظيف جسمه للتعبير عن فكرة معينة بأفضل الأشكال.
والمسرح بشكل عام يعني أيضا أن يقوم بتخيل أشياء لها وجود في الواقع فيقارنها بعضها ببعض ويغيرها ويقبلها أو يرفضها .
إن الطفل يعيش أولى تجاربه الدرامية من خلال عملية المحاكاة المبسطة لبعض المواقف التي تخص الإنسان أو الحيوان أو الجماد فضلا عن كونها تمرينات حركية ذات فائدة كبيرة, يمكن عن طريق هذا النوع من الألعاب توظيف القصص والحكايات القصيرة التي يعرفها الطفل أو التي سيقوم بتأليفها بنفسه ليبرز من خلالها بعض الجوانب الخاصة باللعبة الدرامية ذاتها ويمكن من خلالها تعديل صفات شخصية معينة بما يراه متفقا وشخصية الذي يقوم بتمثيلها.
(أحمد سعد المغربي,1990,ص32)
كما نشير هنا إلى انه يمكن مشاركة الباحثة في الألعاب و أن يشجع الطفل على التعبير عن نفسه بحرية في الوقت ذاته.
النشاط رقم(1):
الموضوع: أنا امشي على الحبل.
مكان النشاط:أي مكان.
الأدوات : من الممكن توظيف الأرضيات البلاط التي تظهر فيها الخطوط الفاصلة بشكل واضح في مثل هذه اللعبة.
من الأفضل استخدام شرائط وملصقات ملونة أو أي مواد تظهر خطوط السير المطلوب حفظ التوازن عليها.
الوقت المحدد: من ثلاث إلى خمس دقائق لكل طفل.
المشتركون: طفل في المرة الواحدة.
التمرين: يتم تحديد خط السير مستخدما الخطوط الطبيعية الموجودة في المكان (الخطوط المكونة من البلاطات الملونة في الأرضيات) بعد ذلك يطلب من الطفل أن يمشي على خط السير مقلدا لاعب السيرك الذي يمشي على الحبل. لا يجوز أن يضعوا أقدامهم خارج خط السير المحدد من يخالف هذا يعيد التمرين من البداية.
(أحمد سعد المغربي,1990,ص45)
7_1_3_المجال الثالث:الحركات والتمثيل الصامت :
بعد مرحلة توظيف الجسم والمحاكاة المبسطة ننتقل الآن إلى مرحلة التمثيل الصامت حيث يتم استخدام لغة الجسم بشكل متطور.
يعتبر التمثيل الصامت أحد الفنون الرمزية التي يتلخص دورها في تفتيت مكونات الواقع و إعادة تركيبها عن طريق نظام متفق عليه حركات الحياة اليومية ,إيماءات ,تعبيرات بالوجه, حركات رمزية تعبر عن أشياء غير مرئية الخ فكلنا في الواقع نستخدم الحركة أثناء الحياة اليومية, لكن هناك فارق كبير بين أن نتعامل مع الواقع وأن نتحرك بشكل تلقائي وبين السيطرة على أجسامنا للتعبير عليه بشكل مسرحي. وتعتبر ألعاب (التمثيل الصامت من بين الألعاب التي تتطلب نوعا من الالتزام لما تتسم به من حركات دقيقة ومحددة... لذا يجب على المشرف أن تكون تعليماته بسيطة ومحددة بما لا يحتمل أكثر من تفسير.كما أن لغة الحركة مثلها مثل أي لغة أخرى تحمل في طياتها صفة معينة مما يستوجب أن نضع في الاعتبار عند تنفيذها ما يأتي:
استحالة القيام بترجمة حرفية للجمل اللغوية إلى جمل حركية فبعض الأفكار أو المفاهيم أو الكلمات يجب أن يتم التعبير عنها من خلال التورية أو الكناية وعموما فأنه لا يوجد تبادل مباشر بين الكلمة والحركة فيلزم لذلك جملة حركية معينة (مركبة من الحركة بالتمثيل الصامت والإشارة) للتعبير عن مفهوم محدد
كذلك أهمية استخدام حركات قليلة ولكن ذات معنى فالتعبير بالحركة يجب أن يتحاشى أية إضافات قد تقلل من قدرته التعبيرية بدلا من توضيحها . (أحمد سعد المغربي,1990,ص71)
وحتى نصل إلى مرحلة التعبير بالتمثيل الصامت يلزمنا أولا: تنمية عمليات الملاحظة والتأمل لتصرفات الآخرين لتحليل وتصنيف الحركة والمواقف الطبيعية فيها _ثانيا: تنمية السيطرة على الجسم من خلال الألعاب التعبيرية والعاب المحاكاة (الألعاب السابقة).
النشاط رقم01:
_ الموضوع: أشياء كثيرة في شيء واحد.
مكان النشاط: غرفة كبيرة أو صالة ألعاب.
الأدوات: أشياء مختلفة من التي تستعمل في الحياة اليومية.
المشتركون: طفل في المرة الواحدة.
التمرين: يعتمد التمرين على مبدأ التحول من خلال الفرض:فأي شيء يمكن أن يتغير إلى شيء أخر بتغيير السياق وطريقة استخدامه.
تطلب الباحثة من الطفل أن يختار شيئا ما من مجموع الأشياء المعروضة أمامه وان يتأمله بدقة ثم يستخدمه كما يستخدم عامة بعد ذلك تطلب منه الباحثة أن يبتكر استخداما أخر لنفس الشيء بالاستعانة بفرض معين يقترحه عليه.
(أحمد سعد المغربي,1990,ص77)
على سبيل المثال:باستخدام عصا تستطيع الباحثة أن تقترح الآتي:"إذا كنت ساعة كيف تكون هذه العصا؟..(في هذه الحالة يستطيع الطفل أن يستخدمها كعقرب ساعة ...)
إذا كنت مركبا؟...( مجداف أو صارية ؟أو دفة)
وفي مرحلة متقدمة يمكن استخدام الشيء نفسه كأداة مسرحية للقيام بأداء مواقف مختلفة...مثال:
_ أنا أسير في الغابة.... استخدم العصا لأقطع الطريق أمامي... قابلت أسدا... استخدم العصا كبندقية ... توجد حفرة كبيرة... استخدم العصا كقنطرة أمر عليها... انظر بعيدا... استخدم العصا كمنظار...الخ.
_في النهاية تطلب الباحثة من كل طفل أن يبتكر استخدامات بديلة لشيء الموجود في حوزته وان يحسن بقية الأطفال ماهية الاستخدام.
_ تدخل هذه اللعبة الأطفال في عالم المسرح بشكل كامل من خلال فكرة محاكاة المواقف الغريبة عنهم فإذا كنت أحاكي شيئا مختلفا عني فإن الأشياء التي استخدمها تصبح بدورها مختلفة عن حقيقتها والعكس صحيح.
بهذه الطريقة يتم تنمية الخيال عند الطفل وتنمية القدرة على التفكير في صفات وخصائص شيء ما يمكن تعديله فيما بعد كالشكل والطول والعرض والسمك والخامة التي في النهاية.إلى تحويله إلى بندقية أو شجرة أو منظار...الخ.من الضروري في البداية على الأقل استخدم أشياء لا يكون لها دور محدد كالعصا والقماش والصناديق وذلك لتبسيط عملية الابتكار لدى الطفل.
7_2_ فنية لعب الدور (أنشطة مسرحية ميمية):
هي أداة تدريبية وضمنيا علاجية يكتشف من خلالها جوانب من شخصية الطفل ودوافعه وحاجاته وصراعاته مما يفيد في فهم ودراسة الحالة فهي تركز على تقمص الطفل لشخصية تتصل بمشكلته مما يؤدي إلى التنفيس الانفعالي والتحرر من التوتر النفسي والقدرة على التغيير بأن الأخر يشتركون معهم بقصد مساعدته كما يمكن أن يستفيد منها الباحث في التعرف على إجابة السؤال الأتي إلى أي مدى ساهمت العناصر الأخرى في تعديل السلوك العدواني لدى الطفل الأصم من (9_12 سنة) ؟ لا يقتصر دور الطفل في فنية تمثيل الأدوار على الملاحظة فقط ولكنه يقوم بأداء السلوك (الموقف). ويستخدم المعالجون السلوكيون فنية تمثيل الدور قبل حدوثه مع الشخص بغرض زيادة قدراته على مواجهة الإحباط والعجز وفي المواقف الاجتماعية الحاسمة كما يستخدمونه أيضا لإكسابه المهارات الاجتماعية التي تتطلبها العلاقات الاجتماعية بالآخرين وهذه الفنية تعتبر أسلوب يعبر الأعضاء بواسطته عن مواقف ومشكلات من واقع الحياة حيث يؤدونه بشكل تلقائي.
- مراحل بناء المسرحية :
_ بداية تتم عملية بناء المسرحية من خلال المراحل الآتية:
اختيار شخصية معينة على أساس التوجيهات الشخصية لكل طفل.
تأليف قصة يكون بطلها الشخصية المختارة.
دراسة متطلبات المسرحية من ماكياج وملابس وديكورات مناسبة للقصة.
اختيار أسلوب العرض ولغته(بالحركة أو....الخ)
تقديم القصة أو الشخصية من خلال الأطفال أنفسهم. (أحمد سعد المغربي,1990,ص79)
و تندرج ضمن فنية لعب الدور مجموعة موضوعات مسرحية ميمية موجهة لتعديل السلوك العدواني وهي كالتالي:
أ_ موضوع الصراع: ويأتي كتنفيس عن مشاعرهم وإسقاط ميوله العدوانية من خلال موضوع الصراع(الخير والشر).
ب_ موضوع أسرتي وزملائي والمدرسين: من خلال التمثيل يتم إظهار مشاعره المختلفة تجاه المحيطين به.
ج_ موضوع أحلامي: وهنا يأتي الحلم كانعكاس لآماله ورغباته وطموحاته التي قد يكون حرم منها بسب إعاقته.
د_ موضوع رحلة في الحديقة : وفيه يظهر مشاعره تجاه من يحبه الطفل وقد يظهر شخصا في أداءه لدوره ويعبر عن سبب حبه لهذا الشخص.
7_3_ فنية التعزيز: هو أي مثير يؤدي وجوده آو استبعاده إلى زيادة احتمال حدوث الاستجابة فهو معزز,ويتم استخدام التعزيز الايجابي يتمثل في تقديم مدعمات وتعزيزات ايجابية (مادية أو اجتماعية) للعضو المتدرب لدى قيامه بالسلوك المرغوب ويمكن أن يكون الهدف لهذه الفنية هو تدريب الأطفال العينة على أن يقدموا ما يطلب منهم وبالتالي يمنحوا مزايا(مادية ومعنوية) بشكل منتظم يؤدي إلى تعزيز السلوك المرغوب على أن يصبح جزاء من سلوكهم اليومي. كما يتم استخدام التعزيز غير اللفظي: ويتمثل في الابتسامة , الإيماءة بالرأس والتواصل البصري مع الأطفال واستخدام الألفاظ الدالة على استحسان أو الحركات كالتصفيق واللمسات الدالة على الرضا كالرتب على الكتف والمصافحة.
7_4_ فنية الواجب المنزلي: ويعتبر الواجب المنزلي إحدى الفنيات الهامة في البرامج الإرشادية و التدريبية حيث يطلب الباحث من الأفراد المشاركين في البرنامج القائم على المسرح الميمي القيام ببعض الواجبات المنزلية والتدريبات الدورية اليومية أو الأسبوعية كتطبيقات حياتية لما تم التدريب عليه في الجلسة وذلك لتعذر إقامة المدرب (الباحثة) مع الأطفال فترة طويلة .
حيث يتم تنفيذ ما تم تعلمه من خلال تكراره مع الآخرين في مواقف مختلفة (المنزل , الزملاء , المدرسة, المجتمع) مما يؤدي إلى تثبيت السلوك من خلال تكراره مع الآخرين في المواقف المختلفة.
لذلك ففي نهاية كل جلسة يعطي الباحث احد أفراد عينة الدراسة واجبا منزليا محدد يقوم فيه بممارسة المهارات التي تعلمها وتكون هذه الواجبات متدرجة الصعوبة بحيث تكون سهلة في البداية لان النجاح سيزيد من ثقته بنفسه وقدرته على النجاح لاحقا .
خلاصة الدراسة:
مما سبق ذكره نستخلص أن المسرح الميمي يعتبر بمثابة لغة للطفل الأصم تجعله قادرا من خلالها التعبير عن نفسه و توصيل مشاعره وتحقيق كينونته وزيادة فاعليته الاجتماعية وتوافقه النفسي وشعوره بقيمته وسط الجماعة مما يشعره بالأمن . فالتمثيل المسرحي الميمي نوع من أنواع العلاج بالفن والذي يعد أهم طرق التنفيس والتشخيص والعلاج النفسي فهو يساعد على معرفة مظاهر الاضطراب التي يعاني منها الطفل الأصم ومعرفة جذورها ومن ثم علاجها لاستعادة التوازن الانفعالي والاجتماعي للفرد والحفاظ على صحته النفسية وبذلك تتحول الدوافع الهدامة للطفل الى بناءة من خلال ممارسة الفن فيتعدل سلوكه ويصبح أكثر فاعلية في تحقيق الاتزان السلوكي والتوافق.لذلك تقترح الدراسة ضرورة تعديل السلوك العدواني ببرامج تدريبية قائمة على المسرح أو أي نشاط فني في المدارس الخاصة بالصم وأن يراعى في عملية التعديل مستوى وسن التلاميذ وبعض فنيات تعديل السلوك لتعزيز الاستجابات الايجابية للطفلوخفض (تعزيز سلبي) للسلوك العدواني .
قائمة المراجع:
1_ أحمد سعد المغربي ,1990,المسرح مع الأطفال, الأطفال يعدون مسرحهم , دار الفكر العربي , القاهرة.
2_أمل عبد الفتاح سويدان , منى محمد الجزار,2009 ,تكنولوجيا التعليم لذوي الحاجات الخاصة,ط2, 2009, دار الفكر ,الأردن.
3_ الفت حقي,1996,سيكولوجية الطفل , علم النفس الطفولة , مركز الإسكندرية للكتاب.
4_ حامد زهران عبد السلام 1978, الصحة النفسية والعلاج النفسي ,ط2, عالم الكتب ,القاهرة.
5_ حنان عبد الحميد العناني,2007, الدراما والمسرح في تربية الطفل , ط1,دار الفكر, عمان, الأردن.
6_عبد الحميد سامي , وليد شامل, 1999 ,التمثيل الصامت( ثلاثون درسا في التمثيل الصامت) كلية الفنون الجميلة , بغداد.
7_عبد الحميد طلعت,2004، المسرح المدرسي والعلاج النفسي ،ط1, دار فرحة للنشر والتوزيع.
8_ فالنتينا وديع سلامة الصايغ,2001 ,فاعلية الأنشطة الفنية في تخفيف حدة السلوك العدواني لدى الأطفال الصم في مرحلة الطفولة المتأخرة ، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة حلوان، الاردن.
9_محمد يوسف نصار و معتصم صوالحة,2000, الدراما التعليمية نظرية وتطبيقية , ط1,المركز القومي للنشر, الأردن.
10_ سعدية غنيم ,1975 ,أسس الإخراج المسرحي, الهيئة المصرية العامة للكتاب ,القاهرة.
11_ناجي عبد العظيم سعيد مرشد,2006, تعديل السلوك العدواني للأطفال العاديين وذوى الاحتياجات الخاصة , ط1,مكتبة زهراء الشرق, القاهرة.
12_ زينب محمد عبد المنعم,2007, مسرح و دراما الطفل, ط1, عالم الكتب, القاهرة.
13_ زياد أحمد بدوي،2011،فاعلية برنامج ارشادي قائم على فن القصة لخفض السلوك العدواني لدى المعاقين عقليا القابلين للتعلم، رسالة ماجستير غير منشورة ، غزة فلسطين.
_ Baenninger;R.(1994) Aggression ;INV. Ramachandran (Ed.); Encyclopedia of Human behavior New york ; Academic press .
_ Craig; G .J. (1983) :Human Development 3 rd ed ; prentice _ Hill , INC, New Jersey .2
3 _ Waxler , C. Others (1984) :Altruism Aggression , and Social Interaction in young children With a manic – depressive parent
0 التعليقات:
إرسال تعليق