10‏/04‏/2017

التعلم النشط، أسسه النظرية، نشأته، تعريفه

 


التعلم النشط، أسسه النظرية، نشأته، تعريفه

الأسس النظرية للتعلم النشط

تقوم فلسفة التعلم النشط على مجموعة متغيرات عالمية ومحلية معاصرة ، وهـي تعد تلبية لهذه المتغيرات وتنادي بنقل بؤرة الاهتمام من المعلم الى المتعلم وجعله محـور العملية التعليمية وتؤكد فلسفة التعلم النشط على أن التعلم النشط لابد أن يرتبط بحياة المتعلم وواقعة واحتياجاته واهتماماته ولا يحدث هذا إلا من خلال تفاعل المتعلم مع كل ما يحيط به في بيئته وينطلق من استعدادات المتعلم وقدراته ويحدث التعلم في جميع الأماكن التي ينشط فيها الطالب ( البيـت المدرسة ، الحي ، النادي ، المسـرح ) . ويستمد التعلم النشط أساسه النظري من علماء النظريات المعرفية مثل باولو فريري ، والذي تدور فلسفته التربوية الرئيسية حول فكرة أن التعليم يصبح أكثر فاعلية عندما يقع داخل معرفة الطالب الخاصة ورؤيته للعالم . لذا تلعب ثقافة الطالب والمجتمع دورا مهما في التعلم . ونظرية فيجوتسكي لمنطقة النمـو الأقـرب تؤيـد فـكـرة أن الطلبـة يتعلمون أفضل عندما تكون المعلومات الجديدة المقدمة لهم خارج ( بعيداً عن متناول معارفهم الحالية ( بدوي ، 2010 2 ) . ويرى بدوي ( 2010 ) أن من النظريات التي تؤيد نشاط المتعلم ، النظرية البنائية والتي ترى بأن المتعلم يقوم بتكوين معارفه الخاصـة الـتي يخزنها بداخله فلكل شخص معارفه الخاصة التي يمتلكها ، وأن المتعلم يكـون معرفتـه بنفسه إما بشكل فردي أو مجتمعي بناء على معارفه الحالية وخبراته السابقة . ولا يكون ذلك إلا عن طريق التعلم النشط . وقد نادى ببياجيه في معظم كتاباته التربوية بالمعرفة النشطة الفاعلة ، التي يعتبرها أمرا مهماً في تطوير الذهن والعمليات العقلية والبنى المعرفية للمتعلم .

نشأة التعلم النشط

ظهر التعلم النشط في السنوات الاخيرة من القرن العشرين ، وزاد الاهتمام بـه بشكل واضح مع بدايات القرن الحادي والعشرين كأحد الاتجاهات التربوية والنفسية المعاصرة ، ذات التأثير الايجابي الكبير على عملية التعلم داخـل الحجرة الدراسية وخارجها من جانب طلبة المدارس والجامعات ( بدوي ، 2010 ) ، وتشير الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت للتعلم النشط أن قدرة الطالب على التركيز تتضـاءل بعد مرور 10 دقائق ، وهذا بطبيعة الحال يتمخض عنـه انخفاض في كمية المعلومات التي يستطيع الطالب الاحتفاظ بهـا ( عـواد وزامـل ، 2009 ) . ويتطلب تطبيـق الـتعلم النشط تغييراً حقيقياً في أدوار المعلم والمتعلم وذلك من خلال تفعيل دوريهما ، بحيث يكون المتعلم هو محور العملية التعليميـة داخـل غرفة الدراسة ، فيشارك في العملية التعليمية . وهذا يوضح أن للتعلم النشط أهمية كبيرة واستخدامه له فوائد عظيمة لذا يجب على التربويين حث المعلمين على استخدامه وتوظيفه داخل الغرفة الصفية .

تعریف مفهوم التعلم النشط

توجد العديد من التعريفات والتوصيفات للتعلم النشط ولكن سنكتفي بذكر عدد منها . يعرف ( هندي ( 2010 : 27 ) التعلم النشط على أنه كل إجراء تعليمي يقـوم به المتعلم داخل قاعة الدراسة أو خارجها أكثر من مجرد جلوه سـه سـاكناً صامتاً أمـام المعلم ، بحيث يترتب عليه تعديل في أحد جوانب سلوكه وفقاً لهـدف واتجاه ذلـك الاجراء . أما شارون ومارثا ( 2001 , Sharon & Martha )  كما ورد في هنـدي ( 2010 ) فقد عرفا التعلم النشط على أنه عمليـة الاحتـواء الديناميكي للمتعلم في الموقف التعليمي ، والتي تتطلب منه الحركة ، والأداء والمشاركة الفعالة تحت توجيه وإشـراف المعلم . وأخيرا عرف مايرز وجونز ( : 1993 , Myers & Jones ) التعلم النشط علـى أنـه العملية التعليمية التي تتيح للطلبة التحدث والإصغاء الجيد والقراءة والكتابة والتأمـل العميق ، وذلك من خلال استخدام تقنيات وأساليب متعـددة مثـل حـل المشكلات ، والمجموعات البيئية . من التعاريف السابقة نجد أن التعلم النشط من اسمه تعلـم نشـط وفعال وللمتعلم الدور المحوري والكبير في العملية التعليمية ، ومـا على المعلـم إلا تسهيل وتيسير هذا الدور .

المصدر:

استراتيجيات التدريس النشط، عبد الله بن خميس أمبوسعيدي، هدى بنت علي الحوسنية، دارالمسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، ط2، 2012م، ص: 24-25-26.

0 التعليقات:

إرسال تعليق