المشروع الشخصي للمتعلم, تعريفه, مراحل تدرجه, المواكبة و آليات التتبع
مدرسة الشريف الإدريسي بمديرية طنجة أصيلة مؤسسة تعليمية عمومية رائدة إيكولوجية
فضاء الأستاذ صفحة من الصفحات الإلكترونية لمدرسة الشريف الإدريسي بطنجة
عرض "الورشات
التكوينية حول منهاج أنشطة تنمية المهارات الحياتية بالسلك الابتدائي"،
مديرية المناهج، نونبر 2021.
للاطلاع و التحميل المرجو النقر على الصورة أدناه
دليل الأستاذ و الأستاذة الواضح في النشاط العلمي للسنة الخامسة من
التعليم الابتدائي
للاطلاع و التحميل المرجو النقر على الصورة أدناه
كتاب "الملخص المفيد في علوم التربية و الديداكتيك" ترجمة إعداد خالد
أيت علا
علاقة الإنسان
بالطبيعة كعلاقة الأم بطفلها في العطاء اللامحدود الذي لا يتوقف على الرغم مما
تلقاه من نكران وجحود، فمن خيراتها تنعّم بحياته، ومن غضبها هرب لتطوير معارفه
وحماية نفسه من أذى رعودها وأعاصيرها. ومن جمال جبالها ووديانها وشمسها وقمرها
وبحورها، استلهم روائع إبداعاته وفنونه.
وبالعودة إلى
البداية، وانطلاقاً من الواقع، نجد أن علاقة الإنسان بالطبيعة مرتبطة بعلاقته
بالمجتمع، وقد وضع العلماء، في كلا المحورين، العديد من البحوث والدراسات
الأكاديمية والعلمية، واتفق كلا الطرفان بأن الحل لهذه المعضلة يكمن في العلاقة
بين الموضوع والكائن، وبأن الإشكالية تكمن في حالة الانفصال بينهما. وهذا الانفصال
ليس بالكامل، فالكائن لا يستثني الموضوع، بل يتنازل عن الاستقلال الخارجي له،
ويجعل الموضوع أداة داخلية.وللسبب نفسه فإن الموضوع لا يستثني الكائن، بل يتنازل
عن الاستقلال الخارجي له، ليصبح أداة داخلية للموضوع. ولفهم هذه العلاقة يمكن
مقارنتها، بعالم الحيوان والكائنات الأخرى التي تعيش من خلال التأقلم مع العالم
الخارجي، دون أي تأثير فيه
.لم يكن الإنسان في المراحل الأولى من
الحضارة المدنية واعياً بإشكالية علاقته مع الطبيعة، حيث كان يعتبر نفسه جزءاً
ذكياً من بنيتها. كان ذلك في زمن لم يكن هناك فواصل بين الطبيعة والمجتمع، حين
كانت الحقيقة تتمثل فيما هو جيد وجميل. ولم يرتقِ الإنسان إلى هذا الوعي إلا في
الأزمنة الحديثة، حيث تنامت قدرة الإنسان في إعادة تشكيل العالم الخارجي بصورة
سريعة جعلته يدرك انفصاله أو استقلاله عن الطبيعة.
البيئة والنفس
تنقسم العلاقة بين
الإنسان والطبيعة إلى قسمين، الأول مرتبط بالتأثير السلبي لعلاقة الناس بالبيئة من
خلال موجات التلوث، وتدمير الغابات، والنفايات. والثاني يبقى مغيباً في الغالب.
إذا فما الذي يجري للناس عبر علاقتهم بالبيئة؟
تشير الأدلة والتجارب
إلى حقيقة تثبت وجود تأثير للطبيعة قوي على الناس، وهذا يتجلى من خلال الإنسان
نفسه. فما الذي يحدث في البلدان التي تعاني الجفاف، وتلوث المياه والأمراض التي
تتسبب في قتلهم؟ وكذلك الأمر مع الهواء الملوث الذي ينتقل من مدينة إلى أخرى ومن
بلد إلى آخر، عبر منتجات الصناعة واحتراق الغابات. كذلك ما الذي يحدث حين ما يفقد
الناس تواصلهم مع الطبيعة؟
نجد هنا انه يشعر
الإنسان بالاغتراب والنكران وبحالة من الخدر واليأس وغيرها من مظاهر المعاناة
النفسية. ومؤكد أن تجاهل الإنسان للجزء الكامن فيه الذي ينشد التواصل مع الطبيعة
والناس، يدفعه للشعور بالاكتئاب والبحث عن سبل أخرى للعزاء، كالمال والطعام
والمخدرات وغيرها.
وبعيداً عن العوارض
النفسية يفقد الإنسان شعوره بالانتماء، فالبيئة هي موطن الإنسان أسوة بجميع
الكائنات الأخرى. وبمعنى آخر فإن الناس تتجاهل أو تدمر جزءاَ من نفسها أو من
سكينتها، وهذا يؤدي كما ذكرنا إلى نتائج سلبية على صعيد المشاعر والعقل والروح.
تأثير ها على الإنسان
تعتبر الطبيعة
امتدادا لوجود الإنسان واستقراره على الصعيد البيولوجي والروحي. وعلى سبيل المثال،
عندما يستلقي المرء على عشب أخضر أو يجلس على صخرة بين الجبال الخضراء، ونسيم
الهواء العليل يلفح وجهه والعصافير تغرد من حوله، هل يمكن لأحد تجاهل الشعور
بالحبور الناجم من تواصله مع الطبيعة من حوله؟! إن مثل هذه اللحظات تمنح الإنسان
الشعور بالاستقرار والهدوء، وتعالج حالات القلق والأرق وغيرها من ما يعتمل في
النفس.